أزمة المشروع الصهيوني والمواجهة مع المُلاك

أزمة المشروع الصهيوني والمواجهة مع المُلاك ..! لن تمر ...!! (2-2)

  • أزمة المشروع الصهيوني والمواجهة مع المُلاك ..! لن تمر ...!! (2-2)

اخرى قبل 4 سنة

أزمة المشروع الصهيوني والمواجهة مع المُلاك ..! لن تمر ...!! (2-2)

د.عبد الرحيم جاموس

فقد أصبح المشروع الصهيوني اليوم كيانا وظيفيا خدميا فاشلا..

لا يمكن له الإعتماد على ذاته في مواصلة حياته وديمومتها واستمرارها في جغرافيا المنطقة التي ترفض بقاؤه... وتفرض عليه عزلا معنويا وماديا يسعى لكسره كي يندمج فيها...

لكن لن يتحقق له ذلك رغم كل المحاولات والاتفاقات التي وقعها مع الفلسطينيين ومع دول عربية اخرى مثل مصر والأردن إلا أنها لم تحقق له غايته.. وهوَ يدرك أنه لا زال مرفوضا وغير مقبول فيها ما لم يتمكن الفلسطينيون من ممارسة حقهم في العودة وتقرير المصير بحرية تامة ... وهنا تكمن أزمة المشروع الصهيوني ...!.

إن حالة الإنكسار ووضعية ما قبل الهزيمة التي آلَ إليها المشروع الصهيوني قد استدعت مُلاكهِ الحقيقيون إلى أن يتقدموا المواجهة مع الشعب الفلسطيني ...!.

الولايات المتحدة بسياستها الحالية تمثل الوريث الشرعي للقوى الاستعمارية التي خططت ونفذت هذا المشروع ...

من هنا جاءت سلسلة المواقف والإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الإدارة الامريكية الحالية برئاسة ترامب بشأن تصفية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بدءاً من نقل سفارة امريكا للقدس وإعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني إلى وقف كافة أشكال المساعدة عن الشعب الفلسطيني وسلطته ومؤسساته المختلفة بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وإغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن والقنصلية الامريكية في القدس الشرقية وإسقاط السلطة الفلسطينية عن خرائط وجغرافية وزارة الخارجية الأمريكية، وإعتبار الإستيطان الصهيوني في الأراضي المحتلة عملاً لا يتعارض مع القانون ولا يعطل عملية السلام وأكثر من ذلك تشجيع حكومة المستعمرة على ضم الأغوار الفلسطينية وإفقاد الشعب الفلسطيني الأمل بتحقيق هدفه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967م، وهذا يمثل تدميراً ممنهجاً لكل جهود السلام ويدعو للعودة بالصراع إلى نقطة الصفر، وكأن الولايات المتحدة برئاسة ترامب تسقط حقاً أو تنشئ حقاً ...!.

كلُ ذلكَ انقاذا للمشروع الصهيوني من أزمته الوجوديه التي باتَ يعانيها جراءَ الصمود والثبات المتواصل والإنجازات المتراكمة للشعب الفلسطيني.

لقد تمكن الشعب الفلسطيني من استمرار الصمود والتمسك بثوابته الوطنية ورفض الرضوخ لكافة الضغوط والتهديدات الأمريكية وغيرها وافشل كافة المخططات التصفوية سابقا وآخرها ما تسعى إلى فرضه الإدارة الأمريكية تحت مسمى (صفقة القرن) والتي ما هي إلا (صفعة العصر) التي تكشف عن حقيقة مواقف أمريكا المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني وتؤكد أنها باتت المالكة المباشرة اليوم للمشروع الصهيوني واغراضه الإستعمارية في المنطقة، وتتولى المواجهة نيابة عنه..!.

إن فشل المشروع الصهيوني وانكساره وهزيمته سوف يعني فشلا وانكسارا للروح الاستعمارية والإستعلائية الكونية للولايات المتحدة، ولذا باتت المواجهة من قِبَلِها مباشرة مع الشعب الفلسطيني وسلطته وقيادته الوطنية وجهاً لِوجه حيث يتوقف على مصيرها... دورُ ووظيفةُ ومصيرُ ومستقبلُ المشروع الصهيوني في فلسطين .. كما مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته..!!.

 

* د. عبدالرحيم محمود جاموس

عضو المجلس الوطني الفلسطيني...

الرياض 27 /1 /2020م

التعليقات على خبر: أزمة المشروع الصهيوني والمواجهة مع المُلاك ..! لن تمر ...!! (2-2)

حمل التطبيق الأن